رائد الاسدي
على الرغم من الذين مازالوا يعتقدون ان المرأة كائن ضعيف وعورة والخ من المسميات المتخلفة الا انها سجلت وتسجل دائما اروع المواقف البطولية النبيلة وسيأتي يوم لهن يخمدن هذه الاصوات النشاز والمتخلفة. ففي جميع العصور للمرأة دورها في كل المجالات السياسية والاجتماعية وغيرها وايضا وقوفها مع اخيها الرجل وكما يقول المثل “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة” وعندما نقرأ التاريخ بشكل جيد نرى انها ساهمت في جميع الثورات والتغيرات السياسية وقدمت الغالي والنفيس من اجل انتزاع الحقوق المسلوبة والدفاع عن المظلومين في المجتمع العراقي وبقية المجتمعات ونحن- العراقيين -نفتخر بنسائنا دائما لانه كان لهن السهم الكبير من الظلم والحيف والقهر على مرور العصور وخصوصا في الفترات الاخيرة، وكيف لا نفتخر بالمرأة وعندنا (فدعة) وعندنا هذه المرأة التي هي من محافضة المثنى / الرميثة تنتمي الى عشيرة البو جياش واسماها (فخيتة) التي كان لها ولدان فقط في ثورت العشرين ارسلتهم مع زوجها في الثورة واسشهدوا فرجع زوجها حزين نظرت اليه من بعيد فرأته وحده بدون اولادها فقال لها هذه الابيات المؤلمة ( جنج لا ربيتي ولا لوليتي ) فقالت له بصوت عال (ربيت ولوليت الهاذا) وكانت تقصد هذا اليوم الذي تقدم ولديها الوحيدين فداء للوطن “ما أعظمها ” وها هي (تماضر بنت عمرو بن الحارث) الشاعرة الشعبية كان لها اربعة اولاد استشهدوا جميعهم في معركة القادسية فقالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وارجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر الرحمة وهل ننسى غيرها وعددهن كثير من اللواتي شاركن في الحروب يهزجن ويشجعن المقاتلين يستثرن الهمم ويضمدن الجروح ويواجهن معضلات الحروب.
و كانت المرأة العراقية في ثورة العشرين تسير على خطى من سبقنها ، إذ قالت شاعرة منهن في الحرب شعرا شعبيا
جاء فيه :
وين اخوتي الطيبين اهل الحمية
انطو تلف للدين بالمية مية
من عادة الطيبين تنطي ضحية
وتستحث الجموع المجاهدة عندما جاءهم النذير بهجوم العدو فتقول:
ثار التفكك وتغير الكون
تشربون كهوه اولا تسمعون
اريدنكم على حسي تكومون
او للمعركة هسا تطبون
اذياب شاة الهم تصيرون
او نيشان للرشاش تكفون
اريد من (السوجر) تجيبون
ضحايا اباب عمتكم تذبحون
وفي تاريخنا الحديث كيف لا نفتخر وعندنا اول وزيرة بالشرق الاوسط هي المناظلة (نزيهه الدليمي) “وعندنا وعندنا …” والقوائم تطول .
ان للحديث صلة مثلما يقول المثل الشعبي ذكرني بما ذكرته في المقدمة.
تعرضت انا شخصيا اثناء عملي في الاسبوع الماضي الى تهمة كيدية وشكوى من خلال الانترنيت من شخص مجهول الى مكتب اعلام وزارتي التي اعمل بها استدعاني المدير العام ووكيله للاستفسار او التحقيق واتخاذ الاجراءات وانا على دراية تامة وثقة اني لن ارتكب اي خطأ و زميلاتي وزملائي المحترمين يرفضون ويستنكرون التهم الكيدية حولي ،انتهى اليوم الاول ووصل الخبر في صبيحة اليوم الثاني سمعت من خلال الموظفين بان هناك حركة احتجاجيــة ضد هذه التهمة وتقودها النساء والزميلات في الدائرة. وحقيقة لم يخرس خط الهاتف ابدا بين ثائرة ومحتجة ضد هذه التهمة العفنة ووصل خبرهن للقاصي والداني واقفات امام باب المدير وقفة احتجاج في الدائرة وفي اليوم الثاني جمعن تواقيعهن وجاءت ممثلة عنهن الى المدير العام وللامانة والمصداقيةكان المدير العام شخص مهني ومحايد ويهمه الحقيقة ورفع الحيف عن المظلوم، ثلاثة ايام مرت وثورة النساء مستمرة في دائرتي الصغيرة بعدها قرر المدير العام وبكل احترام عودتي الى دائرتي رغم انه خيرني بالبقاء معه في الدائرة نفسها وقال اختار المكان المناسب للعمل لحرصه الشديد على مشاعري طلبت الرجوع الى مكاني الطبيعي وهن على اتصال دائم بي وصلهن الخبر بعودتي وانا عند دخولي للدائرة استقبلني بلهلاهل ونشرن الشوكلاته على راسي يا الهي كم انا فخور بهن وباصرارهن على كشف الحقيقة. من هنا اريد ان اقول لكل من سولت له نفسه ان ينتقص من المرأة ويقول عنها عورة او كائناً ضعيفاً انت وامثالك الضعفاء وتمتلك عقد نفسية ويجب عليك مراجعة طبيب الامراض النفسية .
واقول لها :
مو مصدر ضعف يخسه اليكَول عليج
شما تغزي السيوف الفخر للمبرد
الورد يملك ترافه والغصن بي شوك
بس حطه عله راسه من عرف ورد
رسالة حب واحترام اوجهها لكل النساء الطاهرات خصوصا زميلاتي في العمل ومازال المجتمع بخير وانا متاكد وعلى قناعة كاملة ، سياتي اليوم الذي تثور فيه المرأة على الفساد المالي والاداري وتحرك الشارع العراقي للاصلاح بكل معاني الاصلاح
وهذه اخر رسالة اوجهها الى من يهمه الآمر…
ومن تعد الابجدية تبدي لازم بالايف
كافي لا تطفر حرف وتكَلي باء
ومن اكَول المرأة اول ما اريد تكَلي” لا”
المرأة اول بالمحبة …المرأة اول بالعناء
المرأة شجرة حب حقيقي
شما لفاها العطش ما بطلت عطاء
المرأة محراب المحبة المرأة جنة كبرياء
المرأة من ماي الترافة انعجنت بكاع الوفاء
والعشك لو راد يركع
يركع كَبال النساء.








