حسن شهيد العزاوي / الجزء الثاني
الحي الآن
قائممقام الحي كاظم كريم المياحي يصف المدينة بأنها من المدن التاريخية مرتبطة بأواصر القبيلة والعشيرة بحيث ان الأخ الأكبر هو الآمر الناهي في المنزل بعد أبيه ولا سلطة عليه حتى من أمه لانه رجل في نظر الجميع وعليهم طاعته واحترامه ورأيه هو الصائب ويمكن مشاورته ولكن لا يمكن معارضته اما إذا كان الأب موجودا فيكون للابن الأكبر واجب الاحترام من قبل اخوته والأمر للأب وحده .
ويضيف ان المدينة لا تخلو من المنغصات اليومية والإهمال الذي رافقها منذ نشوئها فقد عانت على يد الحجاج بن يوسف الثقفي ما عانت مرورا بزمن البعثيين وصولا الى يومنا هذا، موضحا بان معاناة هذه المدينة اشتدت وظهرت للعيان في العام 1969 عندما ارتفع منسوب مياه نهر دجلة بحوالي ثلاثة أمتار مسببا زيادة في نسب المياه الجوفية وارتفاعا في نسبة ملوحة الأرض الأمر الذي سبب تلف الزراعة في المدينة وهلاك بساتين الحمضيات التي تشتهر فيها المدينة ولم يسلم من ارتفاع منسوب الماء حتى عمتنا النخلة التي ظلت شامخة ترقب بعينيها الحزينتين ما جرى لهذه المدينة الصابرة وبقي الحال الى يومنا هذا حيث ادت المياه الجوفية الى تآكل المنازل مع عجز شبكات المجاري عن تصريف المياه وبقي الحال الى العام 2002 حينما قامت وزارة الموارد المائية بتبطين جزء من القناة الموجودة في المنطقة . وطالب السيد قائممقام المدينة بضرورة تفعيل دور وزارة الموارد المائية من تبطين هذه القناة وانقاذ واقع الزراعة الذي اصبح يصعب حتى على غير المهتمين بالزراعة . فيما يقول مدير الزراعة المهندس اركان مريوش ان كوادر شعبة زراعة الحي تمكنت من شق مبزل محاذ للقناة اضافة الى نصب مضخات لسحب المياه وكل هذه الاجراءات لم تجد نفعا بقطع الرشح من هذه القناة . واشار الى ان الحل الوحيد هو تبطين هذه القناة مع شق مبزل كبير ومضخات تكفي لسحب جميع ما ينتج من رشح موضحا بان ارض الحي كانت من الاراضي ذات الخصوبة العالية وتشتهر بزراعة جميع المحاصيل الزراعية والخضر اما الان فهي تعاني الملوحة الناتجة من ترسبات المياه الجوفية الصادرة من القناة، لافتا الى ان مجموع المساحة الصالحة لزراعة محصولي الحنطة والشعير هي اكثر من ( 6000 ) دونم من اصل ( 260000) دونم وذلك في اشارة منه الى حجم الضرر التي تسببه هذه المياه الجوفية من خلال القناة والحل الوحيد هو اعادة النظر بصورة جذرية في جميع قنوات ومبازل الري من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من هذه الارض التي تركها اهلها وهجروها الى مناطق المدينة وامتهنوا حرفا غير الزراعة .
مدينة الحي واحدة من كبريات مدن محافظة واسط التي تمتاز بعراقة تاريخها وأصالتها والموروث الأدبي الذي تحلى به أبناؤها والذي تجسد من خلال مقالاتهم وقصائدهم الشعرية حتى نسب أحد أطوار الغناء الى هذه المدينة والمسمى بالطور (الحياوي) وهو مبن على مقام البيات وسمي بذلك نسبة إلى مدينة الحي و يغنى بشعر البوذية ،كما تغنى شعراؤنا الشعبيون في هذه المدينة فقالوا :
سهرت الليل بفراكك وحينا
وغرب سكنو منازلنا وحينا
استراح المات من عدنا وحينا
مدوهن بالوكت نسّاه خويّة
وهناك نوع اخر من انواع الغناء خص به مدينة الحي وهو الغناء الغافلي الذي نسب الى عائلة بيت غافل في المدينة اضافة الى مطربي الحي المشهورين امثال ( كريم عزيز و شيخ فاضل حياوي وهاشم جلاب وعبد والي ) .








