كاظم السيد علي
الكل يعرف بان الشعر الغنائي ” اساس كل اغنية ” وسبب مهم في نجاحها وقد برز في هذا المضمار الكثير من الشعراء ارتقوا بمستوى الاغنية العراقية وواصلوا هذا الارتقاء بمسيرتها نحو الطريق السليم ووهبو العمر من اجل ديمومة الاغنية ” واليوم نتذكر واحدا من المبدعين الذين تمكنوا من كسر طوق الجهود ومخافات الماضي فللشاعر طاقة إبداعية هائلة مكنته من التعامل مع المفردة الشعرية بحس مرهف وشفاف ،انه الشاعر الغنائي الراحل كاظم الرويعي “الذي بدأ كتابة الاغنية في الستينيات وفاز بالعديد من الجوائز الغنائية الكبرى للسنوات 1976-75-74 وكتب للحب “للوطن “للصباح ،وعيون الأطفال ،فاغانيه بلغت حد الهوس والعشق فيها مثل : كلايد ،وضوه خدك ،وسلامات ،صبر اشموع ،ليله ويوم ،عادو الغياب ،تواعدنه ،يمته الكاك ،ياعشكنه ،على شط الفرات ،يم داركم ،والقائمة تطول بالأغاني التي كتبها شاعرنا الرويعي والتي لحنها كل من :محمد نوشي ،طالب القرغولي ،محمد جواد اموري ،عبدالحسين السماوي ،محمد عبدالمحسن ،و” غيرهم الكثير ،وغنتها حناجر كبار مطربي السبعينيات والذي اصبح له رصيد غنائي يقارب اكثر من اربعمائة اغنية” ومن الجدير بالذكر ان الرويعي اول من كتب الاوبريت التلفزيوني العام 1969فكانت (لوحة الارض )اول باكورة اعماله في هذا المجال وهي تتحدث عن نضال فلاحينا والتصاقهم بارضهم ضد عهود التسلط والرجعية واعوانهم من الاقطاع الى ان شع فجر الرابع عشر من تموز وتشريع قانون الاصلاح الزراعي . لقد وضع النظام الدكتاتوري المقبور الكثير من العثرات في طريق الشاعر الغنائي (الرويعي )وأمثاله من المثقفين والمفكرين الذين فقدو الحماسة التي تشعرهم بطعم الحرية ، وبعدها اختفى الكثير منهم .” اضطر الشاعر الرويعي إلى أن هجر الوطن والاصدقاء والأحبة واستقر به المطاف في العاصمة الأردنية عمان ،حتى رحل رحلته الأبدية بصمت غربته ونارها الكاوية بعد ان عاش الآلآم والمرض “ودفن في مقبرة الغرباء في عمان ،واخيرا سيبقى الرويعي في ذاكرة الناس والعشاق والمحبين كلما استمعوا والى أغنيته الشهيرة والرائعة التي مازالت تعيش في قلوب وأحاسيس أبناء هذا البلد التي امتازت بروعتها “بصدقها “بكفاحها
ياعشكنه
فرحة الطير اليرد لعشوشه عصاري
ومن صوابيط العنب ونحوشه عصاري
وگاعنه فضه وذهب واحنه شذرهه
وشحلاة العمر لو ضاع بعمرهه
يا عشگنه …. يا عشكنه ”
انه طائر جميل “يكره الأقفاص يعشق التنقل بين الخمائل “فوق الأجواء ليبارك مواعيد العمل ومطارقهم ومناجل الفلاحين في حقولهم ومن كل هذا جاءت أغنيته الجميلة (ياعشكنه ) .








