بغداد – كاظم لازم
يروي سعداوي جاسم الذي تجاوز الاربعين بقليل حكايته هو مع اولاده عندما اجبرهم الارهاب عام 2007 ليتركوا منطقتهم الحصوة في «ابي غريب» ليسكنوا نازحين في منطقة الباوية شرق بغداد:اذ قال: كنت اعمل حارسا في احد مرائب السيارات في المنطقة لكن الذي حدث دفعني ان اهرب بعائلتي المكونة من اربعة افراد صوب بغداد لامارس مهنة (الدوارة) والتي يطلق عليها الناس تسمية (العتاكه)،فساعات الصباح الاولى هي موعد خروجي لامتطي عربتي الصغيرة صوب ازقة منطقة المشتل وبغداد الجديدة ويتابع سعداوي حكايته مضيفا، العديد من سكان المناطق التي اقصدها اخذوا يعرفوني من صوتي لكثرة ترددي عليهم لينادوا علي بما لديهم من حاجيات لبيعها كما انهم يدخلوني الى بيوتهم بعد ان تعرفت على الكثير من الاسر بسبب تعاملي الصادق معهم ما دفعهم ان يبيعوا لي بأبخس الاسعار.
تجوال
بسبب عدم امتلاكه لشهادة او صنعة اتجه ثامر ياسين 17 عاما لمهنة (الدوارة) حيث قال: اخرج ومعي اربعة من اصدقائي في المنطقة التي اسكن فيها والتي تقع في حي النصر حيث اشتري الاجهزة المستعملة وقناني الغاز والاواني المستهلكة من النحاس والفافون ثم نعود بما جمعناه لنبيعه بعد «عزل» هذه المواد كل على حدة .اما وهاب حسين 15 عاما والذي يمارس المهنة نفسها منذ عامين فقال: بعد ان فقد والدي احدى ساقيه في حادث التفجير في سوق بغداد الجديدة العام 2009 تحول امر اعالة عائلتي الي انا وشقيقي الاكبر الذي يعمل في علوة جميلة ويضيف ان مهنة «الدوارة» لا تحتاج الى رأس مال كبير فاقوم بشراء النحاس والفافون والبلاستك لابيعها مقابل مبلغ يكفي لتمشية امور البيت ليوم واحد او يومين.
اتهامات
وعن الاتهامات التي تلاحق (الدوارة) اضاف قائلا بعضها صحيح فهناك (دوارة) يخرجون بعرباتهم منذ الفجر ليسرقوا ما يجدونه في دور الناس وحدائقهم من قناني الغاز ودراجات هوائية واحيانا يصل الامر الى سرقة الملابس التي يجدونها معلقة على الحبال .اما الدوار رحيم عاتي 22عاما فقد تحدث عن مزاولته للمهنة قائلا: ان اهالي شارع فلسطين يعرفوني من صوتي منذ الصباح «الذي ينادي «من عنده عتيك للبيع» من عنده طباخ للبيع، من عنده ثلاجة للبيع» حيث اجمع ما ارزق به باسعار معتدلة لاقوم ببيعها لاحد «العتاكة» القدامى والذي افتتح محلا له في احدى اسواق مدينة الصدر.
رأي وقصيدة
الشاعر عباس اللامي قال عن مهنة (الداورة) ان هذه الفئة الاجتماعية حوصرت بالفقر والحرمان خاصة بعد اعوام التغيير لاسيما ان الكثير ممن يعملون بها من شريحة الشباب الذين تركوا مقاعد الدراسة والواجب الوطني يدعو للانتباه لها من خلال مؤسسات الدولة بغية ايجاد فرص عمل مناسبة بعدما تزاحمت عليها الاشاعات والاتهامات التي تشير الى ان «الدوارة» هي مجموعة من اللصوص وقد اثارني هذا الموضوع لاكتب عنهم قصيدة شعبية جاء في ابياتها:
دوار دور الرحي افتر وانا المطحون
من عنده يابس خبز من عنده لي فافون
دوار كلشي اشتري كلشي الذي تبيعون
اشتري هم وحزن واشتري دمع عيون
واشتري حته جرح لجروحي اتضيفون
دوار صار الظهر وانكطعوا اليمشون
والكاع صارت جمر ازامط باليدوسون
يانايمين الظهر بح صوتي ماتكعدون
ولن صوت بي صرخ خلوني انام الظهر شنو انتو ماتنامون
شلون نومي وانا اطفال عندي بعد ليهسه اينتظرون
من الجوع بس القهر ظل تارس الماعون
ماحسبت دنيتي بيه يا ناس اتخون
ذليت يا دنيتي ذلة واكول تهون
بس كون اجيب الخبز كتلتني هلبسكون
دوار طحت بناس يشرون ما يبيعون
بعت انا ماي الوجه ورديت ابجدامي اخط واطفالي ينتظرون
ومن وصلت يمهم لاكتني بس اسنون…








