ثقافة شعبية

حديث عن حســــــــــين الكــــربلائــــي

عـلـــي المفوعــــر

 

في مدينة كربلاء المقدسة مدينة البطولة والفداء والقيم النبيلة ومن تلك الأرض المعطاء والمتشرفة بمرقدي سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وأخيه رمز الشجاعة والكرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) ولد الشاعر الكبير حسين الكربلائي في العام 1281هـ فنشأ في عائلة فقيرة ولكن غنية بالأيمان والتقوى فتعلم القراءة والكتابة عند (الملا) ومن أجل طلب الرزق والعيش هاجر والده (علي) الى مدينة (الشطره) فقضى شاعرنا شطراً كبيراً من حياته في هذه المدينة . توفى والده وشاعرنا مازال صبياً ألا انه أبى أن يستسلم للقدر فأنصرف الى دراسة علوم الفقه الأسلامي ومبادئ النحو العربي دراسة عميقة وكان (رحمه الله) مولعا بالشعر الشعبي برغم كتابته للشعر الفصيح . وكما تناقل الرواة أن الشاعر حسين الكربلائي كان جذابا ،جميل المحيا ، صاحب صوت رقيق ينشد الشعر بعذوبة وعاصر مشاهير الشعراء الشعبيين أنذاك امثال الحاج زاير الدويج وحسين العبادي (رحمهم الله) وفي أحدى الأيام ألتقى شاعرنا بفتاة تدعى (سلمى) وهي من الطائفة الصابئية وكانت تنظم الشعر الشعبي وتحفظ الكثير من أبيات الأبوذية لشاعرنا حسين الكربلائي وتحبه من دون أن تراه حتى ألتقيا لأول مرة فقال حسين الكربلائي

يمير شماتبي ياترف بس كل

وثغرك ليلو والمظلوم بس كل

خزرني والنواظر رمن بس كل 

كتلني يالكريم ألتفت ليه

فأجابته سلمى الصابئية …

يمير شماتبي ياخي بسامر

ومن وجدك حدر ضلعي بسامر

وحك راس اليزورونه بسامر

خلفت البجي والنوح أليه

ويقال أن (سلمى) كانت بالغة الحسن والجمال وبعد هذا اللقاء بدأت قصة الحب بين (سلمى) وشاعرنا فكتب أجمل الأشعار متغزلا بحبيبته وجمالها فقال :

يسلمى متيمج بهواج طرفاه

بجه واللي سعه بفركاج طرفاه

لوما الكاع ثوبج يمس طرفاه

التيمم بالأرض ماجاز أليه

روحي بسكم ونياحه سلوها

أحبابي اللي يودوها سلوها

سلمى اللي سبب جتلي سلوها

بيا مذهب تحل دماي هيه

وعند مغادرته مدينة الشطره قال متألما ..

عيوني امن البواجي ملح صفن

سبع رماح حدر الضلع صفن

أنه الهجيت كالو راح صفن

وأنه الظليت عله تصير بيه

ترف من كثر نوحي أعليك سليت

بس أنه من الهجران سليت

أنا لاتحسبوني بطرب سليت

الدمع دم والحزن واجب عليه

ألم الفراق والشوق ألهب فؤاد شاعرنا فأرسل بيتا من الأبوذية الى الشيخ (ساير النجدي) راجيا منه أن يذهب به الى (سلمى) حيث قال..

كل مدنف برت علته وناداي

معذبني كثر نوحي وناداي

(يساير) جف على البطحه وناداي

(يسلمى)(حسين) مشرف عالمنيه

فأجابه الشيخ ساير النجدي قائلا..

دكتور الهوه نبضك يسلمى

يكلي لاتظن سكمك يسلمى

صحت حسين بالبطحه يسلمى

تعالي أنتي دوه داء المنيه

أنتقل شاعرنا الكبير حسين الكربلائي (رحمه الله) الى جوار ربه العام 1328هـ ويذكر أن في أيامه الأخيرة وردته رسالة من حبيبته (سلمى) فأنشد أخر بيتين من الأبوذية وفارق الحياة حيث قال..

حرت شكتب بخط الوصل واتلاه

عينــــي ماتــــنام الليــل واتلاه

كضيت أول شبابي بقهر واتلاه

اموت ولاهلي يدرون بيه

علي يذبل ركه دمعي وعالاي

الدارس من سمع وني وعالاي

أنت بالوصل وأنه أنهت وعالاي

الوصل شيفيد من تدنه المنيه

 

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان