ثقافة شعبية

مفــردات ذات نكهــة فراتيــة جميلــة

كاظم السيد علي 

 

الشعر الشعبي .. هاجس كل الناس الطيبين .. يدخل قلوبهم بدون موانع، في حزنهم وفرحهم في آلامهم وآمالهم من خلال إبداعات الشعراء الذين يحاولون ان يصلوا إلى المتلقي على شكل تجارب تشير إلى ضرورة ارتباط الشاعر بصورة دائمية بالأحداث والوقائع السياسية التاريخية والاجتماعية ، فاليوم نسلط الضوء على موروث شعري لواحد من هؤلاء المبدعين الحافل بالعطاء عبر سنواته الطويلة الذي اخذ يزرع في قلوب محبي الأدب الشعبي شجرة من المفردات ذات النكهة الفراتية الجميلة : 

ياواشـــــي بدليلي عليك وشله 

ارجمه برمية الإخلاص وشله 

من كاسك نصيبي صبح وشله

 بهل الوشله وتريد تمن عليه ؟

وقوله كذلك :

حچيت وغيرك ابحچي  معاني 

وگلت ياريت من حبك   معاني 

الله شراســــم بوجهك   معاني 

بيها ايگهرب اگلوب البريه 

انه الشاعر الشعبي الراحل علي التلال من شعراء الستينيات في القصيدة الشعبية والذين رفدوا بالكثير من المضامين الحسية في الابوذية كما أقرأتم منها قبل قليل والموال واستخدامه الصور الشعرية الوجدانية استخداما موفقا :

لاتبتعد عن صحيبك بالشـــدد قاربه 

وترك الباطل ابجانب والعدل قاربه 

آنه التوعيــــت وكتاب العبر قاربه 

واللي توعّه يعرفه واليجهلـــه بحر 

لاتغض يفلان بعيون البصيره بحر 

عندك الأيام وصفها ابعواصف بحر 

والماوعه للعواصف ينكسر قاربه 

وكذلك في القصيدة الرثائية الحسينية .. انها همه ، وحلمه ، ويقضته ، أنها تلازمه كالظل في البيت والمقهى والشارع والمحل ، لاأغالي اذا قلت انه  واحد من أشهر شعراء الشعبيين في مدينة النجف بعد رعيل شاعر الشعب عبد الحسين ابوشبع ، شاعر عاش منذ ولادته  العام 1939 ـ المشراق ، كل الجوانب الحياتية التي تسير على سجيتها في بيئته الأدبية والدينية ، فتشبعت روحه بهذا الأدب الجميل فحقق حلمه بنظمه والإجادة فيه  والتعامل المباشر مع كبار الشعراء في عصره والممارسات الصادقة في علاقته مع الناس والأهل والأحبة وبالتالي عكس كل ذلك في أعماله الشعرية عندما اكتملت لديه الرؤية الشعرية ، وقد شهد له بذلك من هيمن على ساحة الشعر آنذاك وبالأخص الراحل عبد الحسين ابوشبع  ذلك الينبوع الثر .

وقد ساهم وأتمعن في صياغته وبسبكه ويبدي بآرائه حول مايعجبه في بداية نظمه للشعر في مجالات ومباريات بعضها منشور للناس هذا ما لاحظناه عندما كتب ابوشبع عبد الحسين قائلا : 

بــــس انه حديث الحب رويته 

للوادم علـه المســـــرح رويته 

اجه ضامي بدمع عيني رويته

 ضميت وحرم الرشــفه عليه 

فأجابه التلال قائلا : 

انته ارويت من ولفك  وانضــميت 

انته افضحت لاسرارك وانضميت 

شكثر غنيت بأشـواگك وانضميت 

ماشــــــذيت باســــــــرار الخفية 

يطلق عليه البعض ممن يتذوقون الشعر والبعض من النقاد .. بأنه امتداد لمدرسة ابوشبع وعندما يسمع ذلك كان يفخر ويعتز بذلك على حد قوله: ( ابوشبع شاعر مبدع أثرى الأدب الشعبي بكل فنونه وأغراضه  وهو عملاق الشعر المنبري ) هذا ماوصفه (أبا أحسان ) في إحدى جلساتي معه .

 فكان التلال منفردا بين شعراء مدينته فهو شاعر اجتمعت في إنتاجه الحداثة والتجديد في اللغة والأسلوب ، كما لاحظنا عند (أبو شبع ) فهو خليفته من بعده في قوة التعبير فكثير من كتاباته مشحونة بصدق وعاطفة ومحبة : 

أبدرب الغرام اجزيت الحدود   اوجرّبت كل سنين عمري 

ماسرّني غير الكأس والعود    اوغذّيت روحي ابهوى العذري 

                                *  * * 

تفتحت روحي للمسرات

أو بالمرح كل الهم اطرده 

استنشق امن الشوك نسمات

اوللنســــــم تتفتـح الوردة 

لأهل الهوه اصنع النغمات

والحب نشيد أللي انشده 

بالحب دليلي صار مشدود

واتسع للأحباب صدري 

والحب علي ّ ابكاسه يجود

أبكاس الهوى ياروحي ابشري  

لقد استطاع شاعرنا التلال علي في كتاباته ومجاراته للشعر العربي الفصيح في فن الموال استخدام الصور الشعرية استخدام موفقا كما جاء في بيت الشاعر (ابا نؤاس ) : 

ياموري الزند قد أعيت قوادحه 

إقبس اذا شئت من قلبي بمقباس 

واقبح الناس في عيني واسمجهم 

اذا نظرت فلم أبصرك في الناس 

فجاء ت مجارات التلال بقوله : 

جيتك بالاشواك بدروب الهوى عيني 

اولا غيرك من الخلك بمودتي    عيني 

زفرات كلبي ابوهجها اتخبّرك   عيني 

لورايد النار يمّك مهجـــــــــتي  لاهبه 

انطيتك دليلي وأحاسيسي ابثمن   لاهبه 

لابيها معــــنى الوجوه امشوهه   لاهبه 

من بين هالناس لوماشافتك عيني 

وكذلك في الابوذية المولدة كما جاء في هذا البيت من الشعر العربي : 

تنكر لي دهري ولم يدري أنني 

أعز وأيام  الزمان تهون 

فبات يريني الخطب كيف عداءه 

وبت أريه الصبر كيف يكون 

فأجابه الشاعر التلال قائلا :

الدهر مايوم حربه وياي  وانه 

أبدليلي ماظهــــر للناس وانه 

غده يراويني النكبات   وانه 

أراويه شوسيع الصبر بيه 

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان