لم نتصور مطلقاً ونحن نزور الاستاذ مدير ملاك المديرية العامة لتربية بغداد الرصافة الأولى على أثر موعد مسبق.. بأننا سنجد كل ذلك الحشد و (الطابور) المتوقف على بابه..! للوهلة الاولى تصورنا ان مهمة الحوار ستكون مستحيلة.. ولكن كون الأمور كانت تسير (بنظام) فقد تم تمشية (الطابور) كل حسب دوره.. لنجد مكتب (المدير) في استقبال أسئلتنا.. ولا نخفي شعورنا (بالراحة) كون مهمتنا أنجزت بعد أنجاز معاملات المواطنين وقد شهدنا ذلك بعيوننا عن قرب…
توجهنا بأسئلتنا للأستاذ (عبد الباسط ابراهيم حسين العزي) الذي قابلها بصدر رحب وبشاشة رغم ملامحه التي تدل على الشدة والصرامة :

حوار : مديحة جليل البياتي ـ تصوير : مهند الليلي

*بداية ممكن نبذة مختصرة عن تاريخك في قطاع التعليم..؟ كيف بدأت وتدرجت إلى مدير ملاك تربية بغداد الرصافة الأولى ..؟
ـ بدايتي كنت معلم في مدرسة ابتدائية في مدينة الصدر ثم بعد مرور سنة تبوأت مركز منصب المدير في هذه المدرسة وعملت فيها لمدة (5) سنوات مدير مدرسة ثم نقلت إلى مدرسة اخرى حسب طلبي وبالنظر للنقص الحاصل في نسب النجاح في تلك السنوات فكلفت بإدارة المدرسة مرة ثانية مدرسة (البارودية) التي كانت من أرقى وأقدم مدارس بغداد تأسست عام 1914 وأدرت المدرسة والحمد لله تغير وضع المدرسة تغييرا كليا، بحيث تغيرت نسبة النجاح من 15% إلى 85% في السنة التي استلمت المدرسة ثم توالت النجاحات ووصلت النسبة إلى 100% في السنوات الأخرى ثم نقلت إلى مدرسة (الهيثمية) وقد كانت نسبة النجاح في تلك السنوات عالية جداً والحمد لله وبعها استلمت مدرسة الفضل الابتدائية التي تأسست عام 1884 لمدة عشر سنوات وكانت حافلة بالنشاطات المدرسية والمسابقات الرياضية والفنية إلى أن نقلت إلى منصب مدير ملاك تربية الرصافة الأولى عام 2013….
*مع بدء العام الدراسي الجديد نراكم تقومون بجولات ميدانية على مدارس المنطقة.. ما هي استعداداتكم لهذا العام وهل من جديد..؟
ـ الملاك عصب اساسي في المديريات العامة للتربية لأنه يعمل على سد نقص المعلمين والمدرسين وموظفي الخدمة في المدارس.. دعم الأشراف التربوي.. يقوم الملاك بأجراء جولات ميدانية على المدارس بالإضافة إلى ما يصل الينا من توزيع الحصص الخاصة بالملاكات التعليمية لغرض اجراء التنقلات الداخلية بين معلمينا والمدرسين في هذه المدارس.. حقيقة المديرية العامة لتربية الرصافة الأولى يوجد بها نقص واضح في بعض مناطق الأطراف كمنطقة الحسينية والراشدية ومنطقة سبع قصور وأم الكبر والغزلان.. ونعمل جاهدين بعد استحصال موافقة وزارة التربية على سد نقص هذه المدارس من المحاضرين الموجودين من سكنة المنطقة لغرض معالجة هذا النقص الحاصل في الملاكات التعليمية ، أما بالنسبة للمدارس الأخرى ضمن القاطع للمديرية العامة لتربية الرصافة الأولى فموقف المديرية موقف جيد ولا يوجد نقص في الملاكات والمديرية مسيطرة على الفيض والشاغل الموجود في هذه المدارس .
*ألا ترون ملاك الإدارة أصبح مثقلا بكثير من الأعباء الإدارية التي أخرجته عن دوره الحقيقي.. هل هناك معوقات في عملكم ..؟
ـ المعوقات الواضحة عندنا هي عملية عدم شعور الموظف بالمسؤولية في بعض الأحيان، فالعمل الإداري يتطلب التعاون .. ففي حالة نقل معلم أو كموظف من منطقة إلى أخرى أو ضمن نفس المنطقة ، نراه يتشبث بعدة طرق للوصول لإلغاء هذا الأمر، رغم انه مصلحة عامة ومصلحة تفيد المدرسة وتفيد طلابنا وتلاميذنا. كل العملية التربوية تصب في خدمة الطالب.. المعلم والمدرس يعمل على خدمة الطالب فعليه يجب أن يعمل جاهدا على أن يتعاون مع المديرية العامة للتربية / قسم الملاك لغرض سد النقص الحاصل في بعض المدارس والتي هي ضمن قاطع المديرية.
*في كل عام يحدث تفاوت في توزيع أعداد المعلمين والمدرسين بسبب عملية المسح الميداني ، فنجد بعض المدارس عندها (فيض) في المعلمين والمدرسين.. ومدارس أخرى يعانون زيادة في عدد الحصص لنقص الكادر التدريسي.. هل المشكلة في المدراء الذين لا يطالبون ويرفعون احتياجاتهم بشكل دقيق أم في الملاك أم من مشرفي المسح ..؟
ـ المديرية العامة لتربية الرصافة الأولى بكافة المواقع موقفها جيد في باستثناء منطقة سبع قصور ونهايات الحسينية والراشدية كون مدارسها في مناطق عشوائية ، هذه المناطق فتح جديد لكون أعدادها كثيرة من التلاميذ.. المديرية كتخطيط تربوي غير مستوعبة هذا الشيء تشطر مدرسة في بداية سنة دراسية لأعداد التلاميذ الكثيرة في بعض المناطق عدد التلاميذ يجاوز في الصف الواحد (80) طالبا لذلك تضطر مديرية تربية بغداد الرصافة الأولى إلى شطر هذه المدرسة للتخفيف عن كاهل الطالب والمعلم، فعند شطر المدرسة تحتاج إلى ملاكات فنضطر أن نداور ضمن المنطقة.. وثانيا هذه المنطقة لا يوجد غير التعيين الجديد الذي يسد النقص. 
*وماذا عن تعيين الخريجين الذين أصبحت شهاداتهم مجرد حبر على ورق..؟
ـ التعيين مشكلة يعاني منها أغلب شبابنا الخريجين وهذا يؤثر عليه سلبا وعلى نفسيته.. لو كان هناك توسع في المدارس ضمن القاطع الواحد لكان ، هناك استيعاب هذه الأعداد.. المدارس على ما كانت عليه لا يوجد بناء حديث للمدارس ، لذا ندعو وزارة التربية ومجلس محافظة بغداد إلى التوسع في بناء المدارس لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة واستقبال أعداد أخرى من الملاكات التعليمية التي هي الآن أخذت الشهادة التعليمة وجلست في البيت..
*الفساد الإداري.. ما هي إجراءاتكم للقضاء على هذه الظاهرة ..؟
ـ نقطة الفساد الإداري والمالي هذه الحالة تكاد تكون معدومة في تربيتنا تربية الرصافة الأولى والحمد لله.. الكوادر التي تعمل في مديرية تربية بغداد الرصافة الأولى من الكوادر المشهود لها بالنزاهة وحصلت على أكثر من مرة على (درع النزاهة) من الوزارة ومن هيئة النزاهة ، كونها مديرية تعمل بنكران ذات وعمل مهني خالص بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والأمر الأخرى.
 *هل نستطيع ان نقول هناك فجوة واضحة بين أدارة المدرسة ومديري المدارس بدليل حركة نقل المدراء الأخيرة التي صدرت على عدد معين من المدراء.. هل انت مع تدوير مدراء المدارس..؟
ـ التدوير أمر وزاري وليس أمر أداري.. هذا القرار صدر بأمر معالي وزير التربية ، لو أخذوا رأينا في مديرتنا مديرية تربية الرصافة الأولى فنحن ليس مع تدوير هذه الإدارات ، بل إعفاء الإدارات الغير كفوءة والتي لم تقدم عمل جيد خلال المرحلة السابقة في تحقيق نسب نجاح المدرسة أو هناك تلكؤ في عملها الإداري أو عدم استيعابها معاناة التلاميذ فهذه الإدارات تعفى ، أما الإدارة الناجحة لسنوات طويلة فالانجح يجب أن تستمر في عطائها وعملها الناجح.. 
*هل ترى ان برامج التدريب التربوي التي يقوم بها مركز التدريب والتطوير التربوي يلبي احتياج الميدان التربوي ، علما ان الدورات تقام خلال الدوام وليس في العطلة الربيعية والصيفية وهذا يؤثر سلبا على التعليم..؟
ـ هذه نقطة أساسية ومهمة جدا .. نقترح أن يكون التدريب في العطلة الصيفية لأن المعلم والمدرس أذا ترك المدرسة أثناء الدوام فهذا سيربك العملية التربوية وبدوره سوف يؤثر على مستوى التلاميذ وخصوصا عندما تطول أكثر من أسبوع .. فهذا يربك العمل داخل المدرسة ، هذه الدورات مفيدة للمعلم لأنها تطور مهاراته العلمية وتواكب المستوى التعليمي الحاصل في بعض الدول كونها تجارب حديثة يطلع عليها المتدربين ، ولكن على أن لا تكون من ضمن الدوام الرسمي بل تكون في العطلة الربيعية أو العطلة الصيفية حتى لا تؤثر على مستوى أو انضباط  المدرسة.
*تدني مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة أصبح ظاهرة في عموم العراق وهذا يرجع إلى جملة من الأسباب منها.. قلة الكفاءات العلمية للمعلمين والمدرسين وعدم متابعة المستويات العلمية من قبل الإدارات المدرسية وكثرة العطل والمناسبات والدروس الخصوصية وتدني المستوى المعيشي لبعض الأسر ، مما دفع الطالب إلى البحث عن العمل اليومي وهذا ينعكس سلبا على المستوى الدراسي لدى الطالب..؟
ـ هدف وزارة التربية أنشاء جيل متعلم مؤمن بوحدة العراق وبالعمل الجدي المخلص في خدمة هذا البلد .. هناك عدم كفاءة في بعض المدرسين نتيجة عدم مواكبتهم للعملية التربوية وعدم إطلاعهم على ما موجود في ممارسات الدول الأخرى ، نجد في بعض المدارس هناك قمم في العمل التربوي ، أما بالنسبة للعملية التربوية ، فأنها تعتمد على ثلاث أسس هي الطالب والمنهج والمعلم إضافة للبيئة .. البيئة إذا كان الأب والأم متعلمين هذا يدفع الطالب كثيرا نحو التطور ، أما الحلقات الثلاثة التي ذكرتها الطالب والمعلم والمنهج ، فهذا شيء متداول عليه منذ سنوات .. الخلل نعزيه في بعض الحلقات لعدم قيام المعلم بواجباته بصورة صحيحة وهذا خلل كبير كونه يؤثر سلبا على مستوى التلاميذ .. المعلم رقيبه هو الله سبحانه وتعالى ومن ثم ضميره لا ينتظر أن يراقبه مديره أو مدير الأشراف التربوي عليه أن يراقب أداءه لأن التلاميذ هم أمانة في اعناق المعلمين والمدرسي وعلى المدرس أن يوصل المادة العلمية إلى الطالب لكي يرفع من مهارته العلمية داخل المدرسة.
*كيف ترى الفرق بين جيل المعلمين والمدرسين السابق والجيل الحالي .. وبين جيل الطلاب السابق والحالي .. ما هو تقييمك للوضع التعليمي العام ..؟
ـ أكيد كلنا ننظر للجيل السابق كأنه قمم .. هم أساتذتنا ومربينا  ولكن البركة في الأخوة الموجودين الآن في الملاكات التعليمية .. هذه الملاكات تعمل جاهدة من أجل النهوض بالعملية التربوية وهذا الشيء أن شاء الله  لو توفرت المستلزمات الأخرى كالأبنية المدرسية والمستلزمات الدراسية الناجحة ووسائل الإيضاح التي توصل المعلومة للطالب أكيد هذا يطور مستوى المعلم وينعكس دوره على مستوى التلميذ..
*هناك مدراء يحتاجون إلى تطوير حيث التعميم ينص عل التغيير والمدة هي (4) سنوات وهناك مدراء يتم ترشيحهم وهم لا يحملون مؤهلات .. هل تدخل المحسوبيات في تعيينهم ، لأن هناك الكثير من أولياء الأمور يقولون لم نلاحظ أي ابتكار وسائل تعليمية منهم لأبنائنا الطلبة ..؟
ـ الأدارت المدرسية هناك لجنة في تربية الرصافة الأولى مؤلفة أربعة من مدراء الأقسام وبرئاسة المدير العام للتربية ، هناك عزوف عن قبول الإدارات المدرسية لما يعانيه مدير المدرسة والمعاون من جهد كبير أثناء العطلة الربيعية والعطلة الصيفية بإدارة المدرسة ، اضافة إلى أن هذه اللجنة إذا تقدم مرشحين (2) تعطيهم بعض الأسئلة والاختبارات الشفوية وترى مستواهم وكفاءاتهم العلمية ولباقتهم وقوة الشخصية .. هذه الأسس نعتمد عليها في ترشيح مدير المدرسة ، وبالمناسبة الإدارات المدرسية جميعها تعرض لكل المعلمين والمدرسين في حالة الرغبة للترشيح على أن يكون هذا المدير أو المرشح يجد في نفسه الكفاءة والقدرة وأن أكمل خدمة أكثر من (3) سنوات اذا كان معلم و(5) سنوات إذا كان مدرس في سلك التربية والتعليم .
*أغلب الأنشطة اللا منهجية لا تعمل بالشكل المطلوب بالمدارس وبعضها يكون حبراً على ورق وإذا اقيمت تكون مجرد تطبيق معاملة.. هل ترى أهمية للنشاط في وضعه الحالي ..؟ وكيف يمكن أن يتم تطويره..؟
ـ من خلال عملي كمدير مدرسة سابقا ، كنت ارى النشاطات الصفية كالتربية الرياضية أو الفنية هذه تقوي مهارات الطالب وتكتشف مهارات عند بعض الطلبة والتي هي خاملة .. معلم المادة يعمل على إنمائها وتقويتها ، ثم يبدع هذا الطالب أكثر السباقات أو المنتخبات التي تأسست بالعراق كان نواتها هي المدارس إضافة إلى أن المديرية العامة لتربية مهتمة أهتماما كبير وخاصة المدير العام لهذه النشاطات وموليتها اهتماما كبيرا حتى لو نظرنا إلى مكتب معالي وزير التربية أيضا مهتم اهتمام كبير بالنشاط الرياضي والفني ، وهناك رعاية مستمرة لهذه النشاطات من أجل خدمة العملية التربوية .
* هل من كلمة أخيرة ..؟
ـ حقيقة أشكركم على هذا اللقاء وندعو من الله التوفيق لخدمة أبنائنا الطلبة ومن ثم العملية التربوية .. لأنها الأساس الذي نعمل عليه وان شاء الله سبحانه وتعالى يزيل هذه الغمة عن هذه الأمة ونبني عراقا متطورا ومثقفا مبنيا على العدل والمساواة ومن الله التوفيق..