* هلا تعطينا نبذة عن طبيعة عمل الدار؟
ـ دار الثقافة والنشر الكردية هي من الدوائر التابعة الى وزارة الثقافة والسياحة والاثار ، تأسست عام 1974 وترأس ادارتها مديرون عامون لهم باع طويل وخبرة في الثقافة والصحافة منهم الاستاذ جمال بابان وبدرخان السندي والاستاذ عبد العباس واحسان فؤاد وحبيب ظاهر العباس وجمال العتابي والدكتور شفيق المهدي وليلى خزعل وغيرهم . تقوم الدار بالاهتمام بالادب وطبع الكتب واصدار مجلات وصحف وبحوث، فتهتم بأطياف الثقافة الكردية داخل العراق كما وتهتم بقيم التواصل القومي والمواطنة العراقية لكافة الاطياف.
وبعد انتفاضة عام 1991 صار العبء اكبر على الدار لأنه صارت في شمال العراق وزارة للثقافة وعلى الدار ان تقيم علاقات معها، وكانت للمديرين العامين الذين تبوؤوا القيادة علاقات جيدة معهم وقاموا بعمل جيد وكونوا علاقات وثيقة حيث اصبحت هناك مشاريع مشتركة، وركزنا على الندوات الثقافية والفكرية وأخذنا بالاعتبار الأدب الكردي العراقي واستضافة العديد من الأدباء، كما قمنا بإقامة الاحتفالات والاصبوحات احتفاء بانتصارات قواتنا المسلحة البطلة على داعش، والدار تقوم بكل هذا وما يهم العراق ووحدته مع الأخذ بنظر الاعتبار الأدب الكردي ودور الكرد في الثقافة العراقية.
*كيف تقيّم ما قامت به الدار من نشاطات؟
ـ كوني شاعرا ومترجما، علاقتي كانت جيدة مع المثقفين وأقول إن عمل الدار خلال الفترة الماضية، كان جيدا جدا، وذلك من خلال المرؤوسين، حيث كانوا أدباء وشعراء وفنانين وكان لهم دور في استضافة أدباء ومثقفي الكرد، وتقييمي لعمل الدار يرتكز على شيئين، أولهما: النوعي، والثاني: الكمي.
أما الأعمال التي قامت بها الدار سابقا، فهي أعمال نوعية، حيث قامت بالتركيز على تاريخ العراق وثقافته ، وهذا كان له مردود كبير وكانت المطبوعات تصل الى شمالي العراق وبسعر رمزي وهذه الكتب تقوم بطبعها الدار إضافة الى الدوريات والصحف، وكانت الكتب المطبوعة كتبا كردية لكتاب كرد وكتب ثقافية نقدية ونحن الآن مستمرون بطبع الكتب لكن بقلة بسبب شحة المردودات المالية، كما أقمنا اصبوحات احتفاء بالأدباء والفنانين فضلا عن قيام الدار باستذكارات لعدد من الأدباء والفنانين والمثقفين الذين توفوا وهذا نابع من الاهتمام بهم وتخليد ذكراهم.
وهذه النشاطات لا تقتصر على الكرد إنما هي لكافة الأطياف العراقية لأن الدار هي دار للثقافات العراقية.
*ما مدى اهتمامكم بالمثقفين، وكيف يمكن مساعدتهم؟
ـ برنامجي كوني مثقفا وشاعرا، أعرف الأدباء كلهم من زاخو الى الفاو والدار مفتوحة أمامهم، ولا يوجد جدار بين الدار والمثقفين، حيث كونا جسراً مع اتحاد الأدباء، وهناك مشاريع مستقبلية سنهتم بها ، كما اننا نحتفي بالأديب والمثقف بصيغتين، الصيغة الأولى، الأديب كونه انساناً داخل المجتمع وكونه صاحب مشروع ثقافي، حيث نتحدث عن منجزه وشخصيته الإبداعية، ومستقبلا ان شاء الله تتحسن الأمور المالية ويمكن ان نساعد الأديب من خلال طبع مؤلفاته والآن نحن نقوم بطبع كتب المؤلفين ولكن بشكل أقل نظراً لقلة الموارد المالية، وهناك توجه لمساعدة الأدباء والمؤلفين لطبع نتاجاتهم الأدبية.
*أين يتم طبع الكتب؟
ـ يتم طبعها في دائرة الشؤون الثقافية لاننا لانمتلك مطبعة خاصة، لكنها طموح وأمنية ان تكون للدار مطبعة خاصة بها.
*هل لديكم علاقات مع دور النشر؟
ـ لدينا علاقات طيبة مع دور النشر وهناك عروض تأتينا لطبع الكتب في هذه الدور ونأخذ الأنسب وسابقاً كان هناك اشتراك في المعارض التي تقيمها دور النشر ولكن الآن متوقفة ولدينا معرض كل يوم جمعة داخل المركز البغدادي وبسعر زهيد جداً وهو معرض دائم، وهناك إقامة معارض في اربيل والسليمانية ودهوك ضمن المعرض الدولي للكتاب السنوي ونطمح بالمشاركة في المعارض الدولية التي تقام خارج العراق.
*الدار تقيم ندوات فكرية أكثر من اقامتها لندوات تهتم بالرواية الكردية أو المسرح الكردي أو السينما … لماذا؟
ـ الدار تقيم العديد من الندوات التي تهتم بالمسرح الكردي والسينما، كما أقامت ندوات عن الروائيين المعروفين وكذلك ندوات لعدد من الشعراء، كما هناك احتفاء بالمطربين الكرد، اضافة الى مشاريع أخرى لإقامة ندوات تهتم بالثقافة والأدب والفن.
*كيف تستقرئ الثقافة العراقية مستقبلا؟
ـ الثقافة جامعة للشعوب ورؤيتي للثقافة ان الشيء الذي لم تحققه السياسة حققته الثقافة، فهي توحد الشعوب، انا عندما اقرأ لأديب عربي أو تركماني أو سرياني فلا أقرأ لكونه ضمن السياق القومي وإنما ضمن السياق الإنساني فالثقافة عندي بانوراما لتوحيد الشعوب.
*ما هي مشاريعكم مستقبلا؟
ـ المشاريع موجودة لكن متوقفة على الجانب المالي ولدينا أفكار ومشاريع كثيرة مع المثقفين لكن كما قلت الموارد المالية تقف عائقاً أمام إقامتها، منها إصدار جريدة وطبع العديد من الدوريات وطموحنا كذلك إنشاء مطبعة.
*هل تعتقد ان المثقف العراقي أصابه الغبن؟
ـ نعم ..المثقف العراقي أصابه الغبن لأن هناك تضادا بين السلطة والثقافة لأن المثقف ينتقد والسلطة لا تحب النقد والمثقف يقيّم والسلطة لا تحب التقييم.
* تصوير/ علاء فرج